اللهم عليك بأصحاب رؤوس الأموال

اللهم عليك بأصحاب رؤوس الأموال المطففين أجمعين؛ الذين إذا اكتالوا من العاملين عندهم -ماديًّا ومعنويًّا- يستوفون، وإذا كالُوهم أو وزنوهم -ماديًّا ومعنويًّا- يُخسرون، الذين لا يظنون أنهم ليومك العظيم مبعوثون، وخُصَّ من انتسب منهم لدينك بالعذاب المهين، ومن انتسب للالتزام من المنتسبين لدينك بالرِّجز الأليم، لعِظَم الفتنة بهم في الدين.

سلِّط بجبروتك الحقِّ على أموالهم سيف انتقامك، واضرب أجسادهم بأمراضٍ لا ينفعهم فيها طبيبٌ ولا دواءٌ؛ بأنك الذي حرَّمت الظلم على نفسك وجعلته بين عبادك محرَّمًا، وبأنك الملك الحق الذي لا تظلم مثقال ذرَّةٍ، وبأنك ذو الغيرة البالغة على حقوق عباده وحرماتهم، وبأنك الذي شرَعت لحفظها شرائع القسط والسَّويَّة، وبأنك ربُّنا أرحم الراحمين.

أمَا وعلَّامِ غيوبِ القلوبِ إني لأمقتكم لوجه الله ولعباده المساكين، وأحقِر من يدخل عليكم -يتملق رضاءَكم ويتزلَّف نعماءَكم- بوجهٍ من الوجوه، ومن يَهَشُّ لكم -طوعًا واختيارًا- ويَبَشُّ، وكلُّ دنيءٍ نذلٍ صاغرٍ خسيسٍ يواليكم تحت قدميَّ موضوعٌ.

أيها السادة المظلومون الأكرمون؛ إن لأموالكم وحقوقكم في عنقي ثأرًا، أرجو وجه عزيزٍ ذي انتقامٍ أن يبلِّغنيه بنفسي؛ فأَشفي به للفقراء علَّة صدري، وأُذهب به للمحاويج غيظ قلبي.

وأفرغ يا ذا الجلال والإكرام على المُعْوَزين من خزائنك ما تصون به نفوسهم، وتكرِم به وجوههم.

لا إله إلا الله محمدٌ رسول الله؛ آمنت بحقهما وقسطهما، وكفرتُ بالباطل وبما كانوا به يظلمون.

أضف تعليق