أعجب شروط تفسير القرآن! سئل

أعجب شروط تفسير القرآن!

سئل العلامة عبد الرحمن الدوسري صاحب تفسير “صفوة الآثار والمفاهيم” -رحمه الله- عن أهم شروط المفسر، فأجاب على البديهة: “أن تملأ قلبَه الفرحةُ بالقرآن”.

قلت: هذا إلهامٌ من رب العالمين -تبارك فتحُه- للشيخ الكريم، وهو من فيوض قوله تعالى: “قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” على فؤاده.

فإنه لما كان الفضل في الآية -كما عليه أكثر المفسرين- هو الإسلام، وكانت الرحمة هي القرآن، وكان الله -جلَّ وعزَّ- قد جعل فرحة عباده المؤمنين بهما؛ لما كان ذلك كذلك؛ كان أشدَّ أهل الإسلام فرحًا بالإسلام هم أهل القرآن، وأشدَّ أهل القرآن فرحًا بالقرآن هم مفسروه؛ لِمَا يختصهم الله بأنواره في كشف أسراره، وأوفى المفسرين -حينئذٍ- نصيبًا منه أشدُّهم به فرحًا.

وأيضًا؛ فإنه لما كان القرآن خيرًا لأهله مما يجمعون من الدنيا، وقد تقرر أن أولى أهله به هم المفسرون، ثم تقرر أنهم أشدُّ أهله به فرحًا؛ فإن فرحتهم به هي خير ما يجمع الله لهم من شروط تفسيره الباطنة والظاهرة، وإن أوفاهم من التفسير نورًا لأشدُّهم به فرحًا.

أضف تعليق