رسائل الأسحار؛ مناجاةٌ قديمةٌ لحبيبنا

رسائل الأسحار؛ مناجاةٌ قديمةٌ لحبيبنا النبيل عبد الرحمن جهاد؛ فكَّ الله بالعز أسره:

وفي أيامنا هذه تهيج بنا الذكرى، ويغشانا شوقٌ فطَر القلوب وفجَّر العيون؛ رجاء أن نقف عند باب روضتك يومًا ما؛ نقصُّ عليك حالنا، وحال أمتنا من بعدك.

يا من سبقتمونا إلي رحاب نوره؛ هلَّا بلَّغتم نبينا -صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه- نيابةً عن إخوانٍ لكم لم يستطيعوا إليه سبيلًا سلامنا إليه؟

بلِّغوا رسول الله أن الفتن استشرفت لنا، وأصبحت كقطع الليل المظلم.

بلِّغوا رسول الله أنا اتبعنا من سبقنا؛ شبرًا بشبرٍ، وذراعًا بذراعٍ.

بلِّغوا رسول الله أنا نمرُّ على قبور إخوتنا، فنتمنى أن نكون مكانهم.

بلِّغوا رسول أنا نقبض علي الجمر، حتى احترقت أيادينا.

بلِّغوا رسول الله أنا أهل الغربة الثانية، وقد اعتصمنا بجذع الشجرة.

بلِّغوا رسول الله أنا افترقنا أحزابًا، وكلنا أصبح الجماعة في نفسه.

بلِّغوا رسول الله أنا نصارع الطوفان؛ لعلنا نكون من الظاهرين على الحق إلى يوم القيامة.

بلِّغوا رسول الله أنا آمنا به ولم نره، ودافعنا عنه ولم نصطفَّ خلفه؛ ابتغاء أن نموت على دينه، وأن نلقاه على حوضه، وأن نزاحم أصحابه -رضي الله عنهم- محشورين تحت لوائه.

هذي رسائلنا كتبناها بالبكا، جزى الله خيرًا من وعى فبلَّغا.

عبد الرحمن جهاد؛ همٌّ واسعٌ، وهمةٌ عاليةٌ، وودٌّ فائضٌ، وعقلٌ راشدٌ، وجَهدٌ كريمٌ.

فرَّج الله عنه وعن كل أسيرٍ، وكان لأسرانا أجمعين بخير ما يكون به لعباده الصالحين.

أضف تعليق