#في_حياة_بيوت_المسلمين. ما أفادني أحدٌ مع

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

ما أفادني أحدٌ مع الله ولا في نفسي ولا في الناس؛ كما أفادتني النبيلة أمي آسية محمود.

مع الله؛ قلت لها مرةً -وأنا أتهيأ لخطبة جمعةٍ-: ادعي لي بالإخلاص يا أمي، فأجابت على الفور: إخلاص في إيه؟ احنا بنعمل إيه أصلًا -يا ابني- عشان نسأل فيه الإخلاص؟

في نفسي؛ غلبني يأسي من نفسي قديمًا، فقلت لها -جاهلًا-: هممت أسأل ربنا البلاء ليحول بيني وبين المعاصي! فقالت لي: اللي قادر يجيب سؤال البلاء يجيب سؤال العافية، والعافية أحب إليه.

في الناس؛ مرة كنت راكب أنا وهي عربية صديق لي، وزوجته معاها في الخلف، وبتكلم وامزح كتير معاه، فلما نزلنا قالت لي: لما تكون في مكان فيه زوجة صديق؛ اقتصد في الكلام والمزاح، فلعلك أن تكون أطلق لسانًا وأظرف مزاحًا من زوجها، فتؤذيه وأنت لا تشعر.

دروس أمي -في جامعة آدابها الفريدة- أكثر من أن تُحصى، وأجلُّ من أن تُستقصى.

ولو قصدت إلى عدِّ ما تعلمته من لحظها قبل لفظها؛ ما بلغت -وربي- منه شيئًا.

اللهم إني أكل إليك شكرها وأنت خير الشاكرين، شرِّفني بعظيم برِّها حتى ألقاك.

نشيد قلبي ولساني وجوارحي لأمي؛ لا أحب إلي بعد أمي من أمي؛ سوى أمي.

أطال الرحمن عمرها، وأحسن عملها، وغفر ذنوبها، ومتعها بالعافية، وختم لها بخيرٍ.

أضف تعليق