“قَالُوآ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن

“قَالُوآ أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا”.

حبيبي يا كليم الله؛ كيف وقعت هذه في نفسك سيدي! كيف أطقتها!

توهَّم نفسك وقد أحسنت إلى زوجٍ أو ولدٍ أو صاحبٍ إحسانًا كبيرًا؛ فكافأك بمِثلها!

كيف بإحسانٍ ليس كمِثله إحسانٌ؛ تعشُّق رسولٍ من الله دخولَك على الله!

هم الفقراء إلى الاهتداء، وهو الغني بصلة السماء؛ ثم يجازونه بهذه الشنعاء! رحمةَ الله نستغيث.

فما كان جوابَ طيِّبِ الخِلال كليمِ ذي الجلال -الذي صنعه الله قديمًا على عينه، واصطنعه كريمًا لنفسه- إلا أن قال لهم: “عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ”.

أين مثقال حبةٍ من خردلٍ من حظوظ النفس هنا! بل سماحةُ قلوب كبار الكبار، وجلالُ خلائق سادة السادة.

إن من أعظم دلائل نبوتكم يا رُسُل الله؛ عَجَبُ احتمالكم صنوف الأذى، ونقاء نفوسكم من كذا وكذا.

صلَّى الودود عليكم في الخالدين وسلَّم، وزكَّى قلوبنا بشمائلكم وعلَّم، ووهبنا لأمانكم يوم نلقاه وَجِلِين.

أضف تعليق