يعتذر قلبي إليكم؛ لو أن به قوةً لأجبت رسائلكم هرولةً؛ أفسح الله لي في سماحتكم موضعًا.
يا غيوث الندى؛ كيف أنلتموني بحبكم كل شيءٍ؛ ولم ينلكم مني غير الحب شيئًا؟
كبرتْ بعطفكم نفسي من صغرٍ، وغنيَ بتحنانكم قلبي من فاقةٍ، وأنا بصحبتكم عزيزٌ كريمٌ.
يا أرحم الراحمين؛ لا تحرمني مرحمة الرحماء أحبتي، وارحمهم بأوسع رحمتك.
محفوظٌ بنفسي مرفوعٌ فوق رأسي وصل كل من وصلني، توكلت على ربي في مكافأتكم.
يا سواعد إخوةٍ أتوكأ عليها في مسيري، يا ظهور أحبةٍ تحمل عني أشيائي، يا بيوت أصحابٍ تجبرني في رحبائها، يا عربات أخلاء تقيني الحر والعنت، يا كل صدقٍ من كل صديقٍ؛ لله أياديكم عليَّ جمعاء، مشكورةً بقلبي وبدني، مذكورةً بخواطري ولساني، محلُّها ما بين عينيَّ حياتي؛ شعارًا ودثارًا.
ومن قبلُ ومن بعدُ على الله الثناء وله الحمد؛ لولا ستره يلفنا ما تعارفنا، ولولا رحمته غلبت ما تحاببنا؛ نضرع إليه بما فتح بيننا من مودةٍ في الحياة الدنيا؛ ألا يمسكها علينا حتى يظلنا في ظلها يوم الحرور، وأن يجمعنا بطيوبها في جواره الأنعم على سررٍ متقابلين؛ كفى بالله ودودًا وكفى بالله جميلًا.