#في_حياة_بيوت_المسلمين. يخفق في الزواج كثيرًا

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

يخفق في الزواج كثيرًا من يرجون به كل ما يفتقرون إليه.

أولئك الطيبون الذين يظنونه -رجاءً- منتهى كل ألمٍ، ومشتهى كل أملٍ.

يحملهم على هذا الظن -غالبًا- ما هم فيه من سوء الحال؛ في أنفسهم وفي أهليهم.

ثم يفتنهم مزيدًا ما ابتلينا به فيه -آناء الليل وأطراف النهار- من زائف الكلام وبهرج الصور.

يا أيها الذين آمنوا؛ إن الزواج -بما قضى الله فيه من إعفاف حِسٍّ وإيلاف نفسٍ- سكنٌ ومودةٌ ورحمةٌ، وإن أطيب الناس منه رزقًا أوفاهم من هذه الثلاث حظًّا.

لكنَّ العليم الحكيم -الذي وضع الميزان- جعل في غير الزواج قضاء غير هذه الحاجات؛ فجعل طمأنينة القلوب في الذكر، وصلاح البال في الجهاد، وقرة العيون في الصلاة، وراحة الأرواح في الأنس بربها، وطيب العيش في بر الناس والإحسان إليهم، وشفاء العقل في العلم تفكرًا وتدبرًا، وجُمَلًا من مراضي النفس ومباهجها في جُمَلٍ أخرى من العبادات والمعاملات.

وزواج البررة الصالحين وإن كان معينًا -بوجهٍ من الوجوه- على هذا كله بحمد الله؛ إلا أنه لا يعين عليه من وجوهٍ أخرى بحكمة الله؛ بل الحق أنه ينقص منه ويصرف عنه.

فأنى يُلتمس بالزواج -استقلالًا- كلُّ ذلك؛ كما هو ظن العامة؟!

هذا شديد العاطفة من الزوجين؛ إذا ابتغى رواء غُلَّته وشفاء علَّته وسَدَّ خَلَّته بصاحبه وحده، قصرًا عليه من دون الناس (والدَين وأبناءً وأرحامًا وجيرانًا وأصحابًا وغيرهم)؛ لم تُرْوَ غُلَّته ولم تُشْفَ علَّته ولم تُسَدَّ خَلَّته؛ بل ربما شقي بزواجه -على هذا النحو- وأشقى صاحبه.

فارجوا الله بالزواج ما أودع قدَرًا؛ “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.

أضف تعليق