“أصبحنا وأصبح الملك لله، وأمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله”.
المُلك تحديدًا يجب أن يتجدد إفراد الله به لهجًا بالألسنة؛ مبتدأ كل ليلٍ، ومفتتح كل نهارٍ.
تتذكر النفوس في أغوارها، والقلوب في أطوائها، والعقول في خلالها؛ بأن هذا الملك كله لله، ولله وحده.
الملك الحكم، والملك السلطان، والملك السيادة، والملك الغلبة، والملك الهيمنة، والملك العرش، والملك النظام، والملك القانون.
الملك بكل تمثلاته وتجسداته لله، ولله وحده.
ولولا ما علم الله العليم الخبير من حاجة الإنسان أن تتجدد له الذكرى بذلك النوع من التوحيد خاصةً ما شرع له أن يصدع به -أمام نفسه- كل يومٍ مرتين؛ مرةً أول النهار، وأخرى أول الليل.
إن ما يخامر هذا التوحيد بالذات في النفس من غبشٍ، ويخالط القلب فيه من دخانٍ، ويزاحم العقل فيه من تشوشٍ -بتسلط أنماط الملك الدنيوية الظاهرة، ومزاحمة أنواعه وصوره المادية الباهرة- فيما يتراءى في الواقع حولها؛ إن ذلك كله ليتطلب مثل هذا الذكر المطمئن للنفس والقلب والعقل جميعًا بهذه الحقيقة المطلقة كل حينٍ.
أفيرتاب مؤمنٌ بالله يلهج بهذه العقيديات -نهاره وليله- بعد ذلك لحظةً في استقرار شيءٍ من هذا الملك لأحدٍ، أو صيرورته لآخر -في أي زمانٍ ومكانٍ، على أي وجهٍ من الوجوه- بغير تقديرٍ وتدبيرٍ ممن له المُلك جميعا؟!
لذلك نقول في إثرها: “والحمد لله”.
الحمد لله على تفرده بذلك، والحمد لله على فعله في ذلك، والحمد لله على ما ألقى من الطمأنينة لذلك.
“أصبحنا وأصبح الملك لله، وأمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله”.