“أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي”؛ جزءٌ من “سيد الاستغفار” جليلٌ، وكله جلالٌ وجمالٌ.
منشأ اعتراف العبد بالنعمة وبالذنب يحصل له من بين معرفتين؛ معرفةٍ بربه علا وتعالى، ومعرفةٍ بنفسه، وكلما قويت هاتان المعرفتان في قلبه؛ قوي اعترافه لله بالنعمة وبالمعصية.
المعرفة بالله -سبحانه- هي العلم بصفات جلاله وصفات جماله وبأفعاله العامة والخاصة، والمعرفة بالنفس هي العلم بصفاتها الأصيلة وصفاتها الدخيلة وبأفعالها مع الحق ومع الخلق.
صفات جلال الله ما يوجب خشيته -مع المحبة- كالقوة والقهر والغلبة والانتقام وما إلى ذلك، وصفات جماله ما يوجب رجاءه -مع المحبة- كاللطف والبر والرحمة والمغفرة وما إلى ذلك.
أفعال الله العامة هي أنواع تدابير ربوبيته وألوهيته في خلقه وأمره (قدره وشرعه)، وأفعاله الخاصة هي أنواع تدابير ربوبيته وألوهيته التي يشهدها العبد في نفسه (باطنًا وظاهرًا) وفي خاصته.
صفات العبد الأصيلة كالجهل والفقر والضعف والعجز وما إلى ذلك مما جُبل عليه، وصفاته الدخيلة ما يدخل على نفسه من الطباع بأنواع اكتسابه -من الخير والشر- في صُروف الحياة.
أفعال العبد مع الحق -جلَّ ثناؤه- هي جملة مقاصده وأقواله وأعماله الصالحة والفاسدة، وأفعاله مع الخلق هي جملة معاملاته إياهم -ما عقل منهم وما لم يعقل- من إساءةٍ وإحسانٍ.
اللهم زدنا بك وبنفوسنا علمًا؛ لنزداد لك بنعمك إقرارًا، وبذنوبنا اعترافًا، وأنت الولي الحميد.