#في_حياة_بيوت_المسلمين.
تزوج البكر ما شئت صديقي، وقد قال نبي الله -صلى الله عليه وسلم- لجابرٍ -رضي الله عنه- وقد تزوج ثيبًا: “هلَّا بكرًا تلاعبها وتلاعبك!”، أما مبالغتك الشديدة في إظهار الغيرة في نكاح الثيب؛ فلا.
قد نكح سيد العالمين الثيبات، وبدأ بهن، واستكثر منهن، ولستَ -ولا أحدٌ حتى القيامة- بأطيب منه نفسًا ولا أوفى منه غيرةً، وقد أتم الله بشريته قبل أن يتم نبوته، صلى الله عليه وسلم؛ مقامه المقام.
ذلك، وإيذاء الثيبات بهذه المبالغات -وقد عضَّتهن نيوب البلايا بأسبابٍ كثيرةٍ- منقصةٌ أخرى، يترفع عنها من قسم الله له من المروءة نصيبًا، واللطف بهن أدبٌ بالغٌ أمَّك خديجة زوجَ نبيك المُثلى.
لئن فضَلت الأبكار من وجوهٍ؛ فقد ترجَح الثيبات من وجوهٍ أخرى، “قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا”.
يا صديقي؛ لك البكر ولك الغيرة، هذي حروفٌ لأُولي الإحكام والإحسان، تقدَّس الله واضع الميزان.