واسيت السادة الأسرى قديمًا بقول الله -وسعت رحمته-: “جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ”؛ ورجوت لهم منه -بما صبروا على حبس الأجساد وإيصاد الأبواب- كل نصيبٍ من الفتح والحرية؛ جزاءً وفاقًا.
اليوم أواسي موالينا بقول مولى الموالي -جلَّ نوالُه- على ألسنة أهل الجنة: “وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَآءُ”؛ لئن عجزتم عن حركةٍ في سجونكم كما تشاءون؛ فإنما هي أيامٌ تفنى في دنيا تزول، وغدًا -بأن الله أطيب الشاكرين- يدخلكم جناتٍ تتبوءون منها حيث تشاءون؛ فإن شئتم أتيتم مجلس أولياءَ لله مقربين، وإن شئتم غشيتم روضة أنبياءَ ومرسلين، وإن شئتم زرتم الله نفسَه ربَّ العالمين! فأي شيءٍ ضيقكم إذا صرتم إلى هذه السعة؟! وأي شيءٍ حبسكم إذا انتهيتم إلى تلك الحرية؟! اللهمَّ اللهمَّ.