#في_حياة_بيوت_المسلمين. “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

“وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا”.

“وَإِن جَاهَدَاكَ”؛ الوالدان اللذان ركَّب الله فيك التأسي بهما طبيعةً، الوالدان معًا منقلبان على الأبوة والأمومة في أعظم واجباتهما، الوالدان الواجب عليهما وقايتك النارَ وما يقرب إليها من قولٍ وعملٍ؛ لا يعرضان عليك الشرك، ولا يأمرانك به؛ بل يجاهدانك مجاهدةً عليه.

“عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي”؛ لا على معصيةٍ، ولا على مظلمةٍ، ولا على بدعةٍ؛ بل على الإشراك بالله رأسًا، على الإشراك بالله الأحد، على الإشراك الموجب لشقاء الدنيا والآخرة.

“مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ”؛ ما لا علم لك به عن الله من أحدٍ، ما يخالف عقلك وفطرتك في وحدانية ربك.

“فَلَا تُطِعْهُمَا”؛ هذه والله العجب! وهي التي أردت من الآية، كيف لا يقال للولد في أبوين يلزمانه بالكفر إصرارًا وإلحاحًا: فاعصهما؟ وهو أيسر ما يقال له في جناب التوحيد.

أولًا: مقام الوالدين أجلُّ وألطف من أن يقال للولد فيه: اعصهما، وإن كان في توحيد الله تعالى.

ثانيًا: ذكر الشيء المحبوب -ولو منفيًّا- يشير إليه ويحض عليه؛ ألا ترى أن الله -سبحانه- يخبر عن كرهه لمن استحق كرهه بنفي المحبة، وذلك في القرآن كله، فيقول -تعالى- في الكافرين والظالمين والمفسدين ونحوهم: “إِنَّهُ لَا يُحِبُّ”، لا يقول: إنه يكره، فيذكِّر من يكره بمحبته لعله يتحرك إليها.

ثالثًا: لما كان الأصل في الولد المؤمن طاعة أبويه؛ عُومل هذا الاستثناء بقدره، فكأن الله -تمت شريعته- يقول له: احفظ عليك طاعة والديك؛ إلا حيث أكره .. “فَلَا تُطِعْهُمَا”.

يا ذا الجلال والإكرام؛ رضينا بك وبالإسلام مزيدًا، ونستغفرك من عقوق آبائنا ونتوب إليك.

أضف تعليق