الفتاة المسلمة التي هرولت تعانق

الفتاة المسلمة التي هرولت تعانق المطرب في السعودية منذ مدةٍ قريبةٍ؛ آثمةٌ، ولكن.

أولَ ما رأيتها بكيت بكاءً رآه الله، مع الغضب لحرمته -تعالى- التي انتهكت، كذلك فقَّهنا الله.

ما جمع -سبحانه- بين الماء والنار في (البقرة والرعد والنور) سُدَىً؛ بل ليكون في قلوب المؤمنين به من الماء مثلُ ما فيها من النار؛ نوقد النار حيث لا يجدي إلا النار إحراقًا، ونطفئ بالماء حيث لا يجدي إلا الماء إبرادًا، ونجمع بينهما حيث لا يصلح إلا الجمع بينهما؛ فنشفق ونرفق من وجهٍ، ونُغلظ ونشتد من وجهٍ آخر، وتلكم الحكمة يؤتيها الله من شاء، وفي القلوب سعةٌ فطريةٌ لهذا جميعًا، وجرِّبوا.

ما حمل هذه الفتاة على ذلك؟ ليس الطواغيت وحسبُ، إن بكثيرٍ من أهل الإسلام شيوخًا وآباءً وأمهاتٍ وأرحامًا وأصحابًا ومعلمين من أنواع الطغيان (السلبي والإيجابي)؛ ما يقارب طغيان الطواغيت.

“تفسير الذنوب لا يبرِّرها” كما قلت من قريبٍ؛ لكن قِسطاسية الإسلام تعصمنا من الحَيْف.

أشد وأنكى من هذا ما فعل الخبثاء بها بعد ذلك؛ سجنوها! هأ هأ هأ! لعن الله الجاهلية كلها؛ ظنَّها وحكمَها وحميتَها وتبرجَها، عنوان الأمر كله واحدٌ لا شريك له؛ “الدجل”، عجب الله والمؤمنون!

يا أهل الإسلام بعامةٍ، والملتزمين! منهم بخاصةٍ؛ أين أنتم من بناتكم؟! وأين بناتكم منكم؟!

صاحبوهنَّ على غير شرطٍ، وضاعفوا الرفق بهنَّ، وأحسنُ الإحسان حين لا يُحسنَّ، واتقوا الله.

أضف تعليق