خُلقتَ ضعيفًا فقيرًا عاجزًا لا تعلم شيئًا، ثم تقلِّبك مقادير الله في الحياة بين العافية والبلاء، العافية الغالبة؛ شهد القدر والشرع والمؤدَّبون، فإذا عوفيت أوهمتك العافية أنك قويٌّ مستغنٍ قادرٌ بكل شيءٍ عليمٌ، ثم يردك البلاء -كلَّ آونةٍ- بين يدي نفسك إلى شهود أصلك؛ الضعف والفقر والعجز والجهل.
لو لم يكن في العافية سوى إنسائك حقيقتك لكفى بها بلاءً، ولو لم يكن في البلاء سوى تذكيرك حقيقتك لكفى به عافيةً. نحن قومٌ نسأل الله عافيته كمالًا تمامًا؛ لكنْ إذا نزل البلاء بساحاتنا شهدنا بركات الله فيه، وأي بركةٍ أعظم من قدرٍ يُظهر ضعفي وافتقاري وعجزي وجهلي؛ بين يدي سيدي ومولاي؟!