ليتَ للإسلامِ بَابَا ** كتواضروسْ أوْ شنودهْ
إنْ يكنْ لمْ تَلْفَ كلبًا ** دائسًا يومًا حدودهْ
تقول الأسطورة: إن السيسي مُبِيرٌ طاغوتٌ، لكنَّ شيخ الأزهر سُو كيوت.
ألا إن كل ما يملأ البلاد من أنواع الكفر والضلال والظلم والفساد؛ في ميزان شيخ الأزهر وسائر عمائم الرجز كهان الطاغوت، سواءٌ فيها ما قارفوه بأنفسهم وما أيدوه فيه وما خرسوا عنه، قانونَ الله.
هاتوا لنا من دين خير الفاصلين ما يبيح لشيخ الأزهر ما اقترف البارحة قولًا وعملًا من مساخط الله وما جنى قبلها كثيرًا، لقد أعجب؛ إذا احتجنا إلى بيان حقيقة القوم للناس وهم غرقى في جناياتهم؛ ما نفعل للآتين بعدنا؟! تالله إن مصابنا جَلَلٌ، على من يعتذرون عنه لأي علةٍ من الحق ما يستحقون.
يقولون: بينه وبين الطاغوت خلافٌ شديدٌ يُظهره حديثه كل حينٍ، ما لنا ولهذا “البزرميط” كان أو لم يكن؟! يقولون: عقولكم ضيقةٌ لا تقرؤون ما وراء الأحداث، لا وسَّع الله عقولنا وحفظ علينا أمِّيتنا السياسية فلا نشبهكم في تدليلٍ ولا تعليلٍ ولا تفصيلٍ حتى نلقى الله، “يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ”.
أيها المبهورون بتعمُّقات المحللين الباردين؛ ليس كل من يغوص في الأعماق -اليوم- يرجع بالياقوت والمرجان، عامة الغائصين -اليوم- يرجعون بالكوسة والبتنجان، ووالله إن الحق لجليٌّ للعِميان.
وإن تعجب فعجبٌ من يلعن برهامي وشيعته، ثم يبرر لشيخ الأزهر وعصبته! هقهق! “لا تمشِ في الأرض، ولا تطِر في السماء، ولا تقف معلق الرجلين في الهواء، كن هكذا، كيف؟ بلا كيفية، حاور بلا محاورة، واصرخ بغير حنجرة، وارسم محيط الدائرة بالمسطرة”، وكله بالدهلكة، ودقي يا مزيكا.
الشريعة منحَّاةٌ محاربةٌ، ودماءٌ وافرةٌ بريئةٌ تسفك كل يومٍ، وأعراضٌ تنتهك، وألوفٌ قابعون في ظلمات السجون، وملايين الناس تُقصد بالإفقار والإمراض، ويساق إلى جهنم كل ساعةٍ زمرٌ منهم بتغييب الإسلام وطمس أخلاقه، وجُمَلٌ من الإفساد في الأرض لا يعلمها إلا الله، والكهان شهودٌ مؤيدون.
أمَا والله لشابٌّ شهيدٌ أو سجينٌ قال للطغيان: لا؛ أشرفُ من ملء الأرض من عمائم الخزي السوداء في عين الله والذين آمنوا به، أولئك الذين “يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ”.
رضي الله عن سادة السلف الذين صدعوا بالحق في وجوه من كانوا أمراء للمؤمنين ولم يخشوا في الله لومة لائمٍ، منهم يومئذٍ من قُتل ومنهم من سُجن ومنهم من نُفي ومنهم من أُلزم بيته، أولئك آباؤنا الذين نعرف، أما كهان الطواغيت فقومٌ منكرون، سود الله وجوههم يوم الصاخة في عبيده الكذابين.
يا عباد الله؛ لا يفتننكم عن معاقد الحق الذي تعلمون بفطركم وعقائده التي علمكم الله ورسوله؛ كثرة الساقطين المبدلين، هذا الله يقول الحق فاستمعوا له وأنصتوا: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ”، ويقول: “لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَآئِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ألا لا يمنعنَّ أحدَكم رهبةُ الناس أن يقول بحقٍّ إذا رآه الناس أو شهده، فإنه لا يقرِّب من أجلٍ ولا يباعد من رزقٍ؛ أن يقول بحقٍّ أو يُذكِّر بعظيمٍ”، وقال -بأبي هو وأمي-: “لا يحقرنَّ أحدُكم نفسه”، قالوا: يا رسول الله؛ كيف يحقر أحدنا نفسه؟ قال: “يرى أمرًا لله عليه فيه مقالٌ، ثم لا يقول فيه، فيقول الله -عز وجل- له يوم القيامة: ما منعك أن تقول فيَّ كذا وكذا ؟ فيقول: خشية الناس، فيقول الله: فإياي كنتَ أَحقَّ أن تخشى”؛ اللهم لك الحمد على منة رسولك وهُداه.