فلما كان اليوم الثاني من جُمادى الآخرة سنة ألفٍ وأربعمائةٍ وأربعين؛ قتل النظام الكافر بمصر ثلاثةً من المسلمين آخرين، ما نقموا من الأبرار إلا أن اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها، وأنابوا إلى الله.
لم يقتلوهم شنقًا -ومن سبقهم بالشنق وأنواع القتل الأخرى- إلا بإذنٍ ملعونٍ من مفتي الديار المصرية، وسماحٍ من شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، وسائر خِرَق نجاسات الطاغوت؛ معمَّمين وسياسيين.
اللهم ربنا العزيز ذا الانتقام؛ أحرق قلوب أولئك البُعداء البُغضاء وأجسادهم، وسادتهم وجنودهم، ومن ذاد عنهم بحرفٍ فما دونه، في الدنيا وفي الآخرة وفي البرازخ بينهما؛ إنك على كل شيءٍ شهيدٌ.
هذه بلادٌ من لم تَشنق رقبته شنقت فؤاده؛ مواجع لا تُحصى وفواجع لا تُستقصى، وما خفي أدهى وأمرُّ، لكنَّ قضيتنا رابحةٌ أبدًا؛ “ثأرٌ” في الدنيا قلَّ من يدرك حقَّه، أو “جهنم” لا يفوت عذابُها مستحِقَّه.
اللهم ربنا العزيز ذا الرحمة؛ أذق عبادك الذي قضوا نحبهم عندك ما يَنعمون به بعد بؤس مِصْرَ ويرضون به بعد سُخط عيشتها، واربط على قلوب أهليهم ومحبيهم -وإيانا- لنكون من الموقنين.
يا معشر من يطول عجبهم وتعظم حيرتهم؛ إن الله أغير على أنفُس عباده من العالمين، لكنه لا يعجل بعجلة أحدٍ، وإنه لا يُقترح عليه ما يُصنع في شيءٍ؛ فآمنوا بصفاته، وسلِّموا لأفعاله، وارتقبوا.
قال خنثى الطواغيت: “اللي حصل من 7 سنين مش هيتكرر تاني”، وقال الله: “هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ * فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي تَكْذِيبٍ * وَاللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطٌ * بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ”، فآمنت طائفةٌ بقول الله ولم يسمعوا عدوه، وكفرت طوائف، وشكَّت أخرى؛ فمن أنتم؟