#في_حياة_بيوت_المسلمين. “الجواز مش جمعية ممكن

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

“الجواز مش جمعية ممكن كل طرف فيه يدخلها بنفرين”.

ذلك ما يخطر على بالي ويقوله لساني لرجلٍ يُدخل أمه أو أخته في شؤون امرأته وبيته مزيدًا على ما يليق بهما، فإن عوتب في هذا؛ قال: أمي التي زوجتني، هذه أختي وطبعها، لا أستطيع لهما دفعًا.

أو كامرأةٍ تَدخل في الزواج بأمها أو أختها أو أخيها أو بهم جميعًا، فإن عاتبها زوجها؛ كانت إحدى امرأتين؛ امرأةٍ واعيةٍ فعلَها قاصدةٍ له، تراه بما تربَّت عليه شيئًا حَسنًا، أو امرأةٍ مغلوبةٍ على أمرها، لا طاقة لها بدفع أهلها عن حياتها، وهي بينهم وبين زوجها حائرةٌ؛ على زوج مثل هذه الرفقُ بها.

أنا لا أجرِّد الآباء والأهلين من حقهم في إتمام وصال أبنائهم وبناتهم بعد زواجهم، لكن بلطفٍ وافٍ يناسب حالًا جديدةً في بيتٍ جديدٍ مع طرفٍ جديدٍ؛ وكم دمرت بيوتَ المسلمين العواطفُ الهوجاء!

مفتاح باب البيت، مفاتيح الغرف لا سيما غرفة النوم، مفاتيح الدواليب والأدراج؛ كل ذلك مما لا يمكَّن منه والدان وإخوةٌ لا يرشدون وإن سخطوا، فأما الراشدون فمرحبًا على حبٍّ من الزوجين واختيارٍ.

لئن عجبت من رجلٍ وامرأةٍ يقترفان هذا البغي حُدثاء عهدٍ بالزواج؛ فإن عجبي لا ينقضي من والدٍ ووالدةٍ يقترفانه وقد ذاقا مرارته قِدَمًا وأوجَعَهما؛ كل ذلك راجعٌ إلى خلقٍ دميمٍ واحدٍ هو “الأثرة”.

بين العَشَم والغَشَم نقطة؛ إني لأُعظِّم رجلًا عقد قلبه قبل زواجه على صورة وصالٍ واحدةٍ مُثلى في بيته الذي يؤسس، صورةٍ تجمعه وامرأته وأهله وأهلها وذريتهما على جميع طيبات الدين والدنيا، لا انفكاك بين اثنين ولا معنيين ولا شيئين فيها؛ تلك صورةٌ قد تزهو حُسنًا في بعض الأذهان، لكنها في غير جوِّ الخيال محالةٌ في العَيَان، فمن ابتغى كمالها المعقول في الدنيا فإياه والغَشَم! وعليه بالتدرج في معارج الوصال بحكمةٍ وتؤدةٍ، وليترك للحياة فرصتها في امتحان الناس -فيما بينهم- نفوسًا وأخلاقًا، وليؤمن في كل ذلك بالقضاء والقدر، وأن ما شاء الله من قربٍ على حبٍّ كان، وما لم يشأ لم يكن، وكم أحب العبد ما هو شرٌّ له! فإن أدى ما عليه في التحبيب والتقريب؛ فليرضَ بما قسم الله له، وكم في البعد الجزئي من خيرٍ كليٍّ لمن تبصر! وكم وصل الله بالقطع النسبي الواعي كثيرًا! والله عليمٌ حكيمٌ.

“لم لا تكون لأهلي؛ كما أنا لأهلك؟! يا حبيبة قلبي؛ أهلي غير أهلك”؛ إن التباين الذي خلقه البارئ المصور بين عباده في نفوسهم وأخلاقهم؛ أشدُّ وأوسعُ منه في أجسادهم وصورهم؛ لو كانوا يفقهون.

يا معشر الأزواج؛ جُدُّوا في بر آبائكم والأمهات، واستبقوا فيه بعد الزواج الخيرات، أما الاشتراكية في إدارة البيوت التي يتعاطاها بعضكم طوعًا وبعضكم كَرهًا؛ فاللهم لا؛ “وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ”.

هذا حرفٌ قد يضيِّق بعض صور المخالطة الظاهرة، لكنه يوسع في حقائق المودة الباطنة؛ بما يحفظ من مسافاتٍ بين أُناسٍ لمَّا يتعارفوا حق التعارف، فإن تعارفوا بأناةٍ طاب على الحب الوصال.

أضف تعليق