اثنان وستون مؤمنًا بالله يجهز

اثنان وستون مؤمنًا بالله يجهز رقابَهم كفارُ مصر للشنق عما قريبٍ.

هذا النبأ الأسود لا يؤلمك فقط؛ إنه يفتك بفؤادك فتكًا بليغًا واللهِ العليمِ الخبيرِ.

تأملت أوصاف عذاب الظالمين في القرآن، فلم يواسني حرفٌ مثلها.

تدبر هذه النعوت لعذاب الله المجرمين، يجمعها معنىً واحدٌ؛ “شدة الإيلام”.

كما بالغوا في إيجاعكم؛ سيعذبهم الله في الدارين عذابًا بالغ الإيجاع.

“إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ”؛ أخذٌ عظيمُ الإيجاع.

“وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ”؛ عذابٍ شديدِ الإيلام.

“دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ”؛ عذابٌ متعبٌ دائبُ الإتعاب.

“فَأَخَذَهُمْ أَخْذَةً رَّابِيَةً”؛ أخذةً شديدةً زائدةً ناميةً.

“يَسْلُكْهُ عَذَابًا صَعَدًا”؛ عذابًا شاقًّا في إيجاعه.

“وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا”؛ عذابًا شديدَ الإيلام.

يا عباد الله الغرباء؛ ليس عذاب الظالمين في الدنيا محصورًا فيما ترجون من مصارعهم؛ بل أنواعه في نفوسهم وأهليهم وديارهم وأموالهم لا تُحصى، وما يذوقونه بأيدي المجاهدين كلما شاء الله، ثم ما يلقونه عند الموت من كُرَبٍ بأيدي الملائكة “يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ”، “وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ”، “وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَقُّ”، “وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ”، “وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَىٰ”، “وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَىٰ”، “وَالسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ”، “يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ”، “زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ الْعَذَابِ”، “لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ”، “لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ”؛ هذا الله يرضيكم في أعدائكم؛ فهل رضيتم؟!

أضف تعليق