وماذا عليك لو تطهرت فيما بقي من السَّحر الشريف، وتطيبت، ونصبت قدميك في ظلمةٍ يملء نورُ السماوات والأرض مثلها نورًا، فصليت ركعتين تأخذان لك بمجامع الطرق؟! ركعتان تحدث الله فيهما بما لا يُحدَّث به العالمون، بذنبك الذي أعياك الخلاص منه، وعيبك الذي أجهدك النزوع عنه، وكُربتك التي لا يخبرها إلا علام غيوب القلوب، تقول: ربي مولاي سيدي إلهي حبيبي؛ عَبيدك سواي كثيرٌ، وليس لي سيدٌ إلا أنت، ألست تعلم ذنوبي وعيوبي وكروبي وحدك؟ فلا يتوب منها علي ولا يحسن بالمعافاة إلي ولا يسوق الفرج بين يدي؛ إلا أنت وحدك، تب علي بما لك من واسع الرحمة التي سبقت عندك غضبك، لا بشيءٍ عندي، اللهم إنه لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، لا بدَّ لي منك، ولا غنى لي عنك، لن أبرح حتى يطمئن قلبي أن قد فتحت لي إليك بابًا، ويسرت لي من خيرَي المعاش والمعاد أسبابًا، أحلف بك -لا أحلف بغيرك- أني أحبك، على ما فرَّطت في جنبك أحبك، على ما اقترفت بجَناني ولساني وأركاني أحبك، تولَّ ذنوبي وعيوبي وكروبي بأحسن إحسانك، وأنت الغني الكريم.