يا حبيبي؛ احترم عافية الله.

يا حبيبي؛ احترم عافية الله.

إن للعافية حُرمةً لا يشهد جلالَها إلا المبتلَون.

ينظر المبتلى إلى المعافى كيف يفرِّط في العافية؛ فيظل يعجب!

هل أتاك حديث البلاء! ضيقٌ وألمٌ وحرمانٌ وذلةٌ وافتقارٌ ووحشةٌ وترحالٌ، وغير ذلك.

أفلا تنظر إلى الأسير كيف يشتاق إلى الحرية! وإلى المريض كيف يشتاق إلى الصحة! وإلى المحروم كيف يشتاق إلى العطاء! وإلى الكئيب كيف يشتاق إلى السعادة! وإلى الغريب كيف يشتاق إلى الأهل! وإلى المطارَد كيف يشتاق إلى السَّكن! لطف الرحمن بهم أجمعين ورأف؛ له الحمد وعليه الثناء.

يا حبيبي؛ إن في العافية سؤالًا من الله -في الدنيا والآخرة- أعظم وأوسع من سؤاله في البلاء، كلما زادت العافية زِيدَ فيها السؤال؛ فإن فيها من البُحْبُوحَة والمقدرة واليَسَر ما ليس في البلاء، اللهم بصِّرنا بحق عافيتك، وأعِنَّا على شكرها، واغفر لنا سوء احترامها، وائت بنا كلما شردنا، لا إله إلا أنت.

أضف تعليق