الفراغ، ما الفراغ؟ وما أدراكم

الفراغ، ما الفراغ؟ وما أدراكم ما الفراغ؟

ما عُصِيَ الله -جلَّ وعزَّ- إلا بنصيبٍ من الفراغ.

ألا إن الفراغ نوعان؛ فراغٌ في الباطن، وفراغٌ في الظاهر.

فأما فراغ الباطن فيصيب القلب في التوحيد والمحبة والخوف والرجاء وغيرها من عبادات القلوب، ويصيب العقل في التصديق والتصور والتأمل والتدبر وغيرها من عبادات العقول، وهو أشدُّ.

وأما فراغ الظاهر فيصيب الأوقات والألسنة والجوارح منه ما يصيب؛ فإذا الليل والنهار ينسلخان لا يشعر بهما العبد، وإذا اللسان خَلِيٌّ عن طيِّب القول، وإذا الجوارح عَرِيَّةٌ عن زاكيات الأعمال.

وشرُّ الناس حالًا من اجتمع فراغاه، يفعل فراغ الباطن في ظاهره فعلَه، ويعود فراغ الظاهر على باطنه بما يعود؛ هنالك لا تسَل عمَّا يقارف من الآثام والخطايا، ولا عمَّا يُضيِّع من مواهبَ وعطايا.

ربنا املأ فراغ باطننا وظاهرنا بمَحَابِّك؛ عقائدَ تحبها لقلوبنا، وطيباتٍ تحبها لألسنتنا، وعباداتٍ تحبها لجوارحنا، وكمالاتٍ تحبها لنفوسنا، وإفاداتٍ تحبها لعقولنا، وإحسانًا تحبه إلى خلقك؛ لا إله إلا أنت.

أضف تعليق