يا حبيبي؛ تأمَّل هذا الترتيب؛

يا حبيبي؛ تأمَّل هذا الترتيب؛ بربِّك الودودِ القريبِ!

“الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”.

جعل الله ذكر القيامة بين رحمته وعبادته، فأحكم الأمر إحكامًا، لكنه قدَّم ذكر رحمته على ذكر عبادته، فأعلَمنا أن رحمته أسبقُ في البدء والمنتهى؛ لولا رحمة الله ما عبدناه، ولولاها ما جُبرتْ كُسورُ العبادة.

كذلك أحكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الأمر، فقال: “لن يُنجي أحدًا منكم عملُه”، قالوا: ولا إياك يا رسول الله؟ قال: “ولا إياي؛ إلا أن يتغمدني الله منه برحمةٍ، ولكن سدِّدوا”، فأحاط العبادة بالرحمة.

“الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ”؛ الرحمن ذو الرحمة الواسعة، والرحيم ذو الرحمة الواصلة، الرحمن صفة نفسه، والرحيم نعتُ فعله، الرحمن للخلائق كلها، والرحيم بالمؤمنين؛ رباه لا نهلك وأنت الرحمن الرحيم.

اللهم وقد سبق ذكرُ رحمتك ذكرَ عبادتك؛ فإنا لا نُعَوِّل يوم لقائك إلا عليها، بها نبدأ اليوم وغدًا ننتهي إليها، اللهم وقد سبق ذكرُ رحمتك ذكرَ عبادتك؛ فإنا مطمئنون بما هو لك من الرحمة الكاملة؛ عما هو لنا من العبادة الناقصة، اللهم وقد سبق ذكرُ رحمتك ذكرَ عبادتك؛ فإنا معظِّمون الرجاء فيها إذا وردنا القيامة وقد فرَّطنا في عبادتك شيئًا، اللهم وقد سبق ذكرُ رحمتك ذكرَ عبادتك؛ فإنا مستبشرون برحمتك التي هي صفة نفسك ونعتُ فعلك؛ لا بعبادتنا التي هي أعمال عبادٍ جهولين ظلومين، اللهم وقد سبق ذكرُ رحمتك ذكرَ عبادتك؛ فإنا طامعون يوم الدين أن تهب آثامنا في سبيل عبادتك؛ إلى ما سبق من محيط رحمتك؛ لك الحمد بما قدَّمت في آيات كتابك، وبك الجَبرُ فيما أخَّرنا من الطيبات يومَ حسابك.

أضف تعليق