إنما وظيفة داعي الله عند كل مَحطَّة فتنةٍ أن يهتف بك: لا تُركب نفسَك قطار الشهوات يقوده الشيطان؛ فإن الشيطان إذا انطلق بنفسك في قطار الشهوات لم يقف قبل مَحطَّة الشبهات الأخيرة، ثم لا يبالي بك كيف تتخطف هي قلبَك؛ إلا أن ينقذك الرحمن بغوثٍ من لدنه، وليس ذلك حقًّا لك وقد نصب لك -برأفته ورحمته- داعيه يصرخ فيك قبل أن تركب؛ ليس وظيفة داعي الله أن يهتف بك: لا تركب، فإذا جاوزته وركبت ركض خلفك ليحجزك ويمنعك؛ ألا فأجب داعي الله عند كل مَحطَّة فتنةٍ يصيح بك: لا تركب.