إنما الحبُّ الحقُّ في الشدائد

إنما الحبُّ الحقُّ في الشدائد والأهوال، وحقيقة الوصل أن يقع على كل حالٍ، ولئن كان للقرب بين المتوادِّين في العافية حسنةُ الجمع بين أجسادهم كثيرًا؛ فإن لبلاء الفراق منَّةُ الجمع بين أرواحهم دِيمَةً فلا تبرح روحٌ روحًا، ذلك لصادقي الودِّ من دون أكثر المتحابِّين، فأما عامة وصل العافية الذي على شفا جُرُفٍ هارٍ؛ فغاية البلاء أن يمزِّق صورته الكاذبة الخاطئة فينهار؛ ستر الودود بالصدق ودادنا.

يا حبيبي؛ لئن أدهشك وصالنا بالأمس شاهدًا فكنت تبدئ فيه الإعجاب وتعيد؛ فإني لأَصِلك اليوم غائبًا عني أشدُّ وأقوى والله على كل حبٍّ شهيدٌ، يا حبيبي؛ مهما يكن موقع جسدك وجدت روحي جوارَه، يا حبيبي؛ كيف أرجو خلودًا في قربك لا يزول بفردوس ربي الأعلى؛ ثم أفرِّط في ساعاتٍ منه زائلاتٍ بالحياة الدنيا! إني إذًا لمن المُدَّعين، يا حبيبي؛ عليَّ نداؤك أينما كنت منك، وعلى رياح الله البلاغ.

أضف تعليق