يحسن بي الظن كثيرًا أحبةٌ

يحسن بي الظن كثيرًا أحبةٌ نبلاء، فيسألونني أن أكتب لهم في مناسبات فرحٍ أو ترحٍ قدَرها الرحمن لهم شيئًا، فأضعف دون ما يريدون مني وَهَاءً وخَيْبَةً، ثم يشقُّ على قلبي الاعتذار إليهم حياءً وهَيْبَةً، ثُمَّتَ لا يكون من الاعتذار بدٌّ فأفعل شقاءً وحَيْبَةً، فلا يحرمني الراحمون عفوهم عني عطاءً وسَيْبَةً.

يا أحبتي وبوركت مودَّات أفئدتكم أجمعين؛ إني لا أكتب حين أشاء الكتابة، بل حين تشاء الكتابة أكتب، وما أشاء والكتابةُ إلا أن يشاء الله رب العالمين، يا أحبتي وسَمَت أقداركم في السماوات أجمعين؛ أرأيتكم لو أخبرتكم أني ما عمدت إلى كتابة شيءٍ في حياتي قطُّ؛ أفكنتم مصدِّقيَّ؟ فإنما هو معنىً من معانٍ حبَّب الله إلى روحي وزيَّنها في نفسي، يخدش جدار القلب -على حين غفلةٍ منه- خدشًا خفيًّا، فيَسْلُكُه الله في نفسي ينابيعَ تجري بأمره إلى ساعةٍ بارك فيها، ثم يمور في عقلي ما شاء الله مورًا، ثُمَّتَ يسير به البيان سيرًا، لا أتكلفه ولو تكلفته ما قدرت؛ ألا فاغفروا لأخٍ يشتهي كلُّ ما فيه أن يتودد إلى كل أحبته بكل ما يبتغون، ومن لم يسألني من ذلك شيئًا فلا سأله الله يوم يلقاه عن خطيئةٍ جناها. أحبكم.

أضف تعليق