ومن يطيق من هذا الحرِّ

ومن يطيق من هذا الحرِّ الشديد ما تطيقون؛ أيها السادة الأسرى!

ومن عرف كيف يبني البُعداء البُغضاء زنازين السجون؛ كاد عقله أن يطير!

كيف المعزولون فيها فرادى سنين عددًا؛ لا يؤنسهم إلا لطف الله!

أبوابٌ من حديدٍ خالصٍ، وأرضٌ وجدرانٌ وسقوفٌ فيها من الحديد ما خبر الله.

هل بلغكم ما بسط الطغاة بعد مقتل مرسي رحمه الله؛ في تعذيبهم؟

مولى الموالي ذا الجلال والإكرام؛ لطِّف لهم الهواء، وبرِّد لهم الماء، وكن لهم.

آمنا بك اللهم؛ لم تكتمنا في عدونا حديثًا، فاغفر لنا عجائب غفلتنا.

إنما أسرانا بِضْعَاتٌ منا، يضنينا ما يضنيهم؛ حسبهم الله حَكَمًا حَقًّا ونعم الوكيل.

“الله أولى بالأسرى من أنفسهم”؛ لولا هذه -عقيدةً في الله- لضللنا.

غدًا يقول الأسرى إذا غمسهم ربهم في الجنة غمسةً واحدةً: وحقِّك ما بئسنا قطُّ.

“يا ربُّ إنَّ السيلَ قدْ بلغَ الزُّبَى ** والأمرُ في كافٍ لديكَ ونونِ”.

جعل الرحمن ما تقاسون من الحرِّ والشدة؛ فداءً لكم من حرِّ القيامة وشدائد النار.

ألا إن صبر الأسرى على بلائهم في الله؛ شهادةٌ تدنو من الشهادة.

أضف تعليق