حدَّثني أحدهم وكان بالنظر إلى

حدَّثني أحدهم وكان بالنظر إلى النساء مفتونًا؛ أنه لما ترك التعرُّض بالسوء لجمالهن البشري الحِسِّي ابتغاء مرضاة الله؛ تعرَّض الرحمن له بجماله الرباني الإلهي تعرُّضًا عجبًا؛ ففتح له في تأمل أسمائه الحُسنى وصفاته المُثلى فتحًا كريمًا، وأفاض عليه في شهود آياته المَتْلُوَّة والمَجْلُوَّة فيضًا عظيمًا.

قال: وكنت أرى من عجائب تودُّد الله إليَّ بألطافه؛ ما اعتقدت أنه يُسَكِّن قلبي الموَّارَ لحظةً ليدرك منه جمالًا آخر، وحقًّا أخضعته أفعال الجلال لإدراك بهاء الجمال فسكن، وكان وصل الله قدَرًا مقدورًا، لم تكن مطالعة هذا الجمال كالقديمة مفسدةً صحةَ الفؤاد والبال؛ بل تعود عوائدُه كلَّ نظرةٍ بعافيةٍ.

جمالٌ ليس كمثله جمالٌ؛ أرقى وأنقى، أسمى وأسنى، أحلى وأعلى، أروع وأبدع، أوفى وأكفى، ذاك الجمال الحق الأتم، سبحان صاحبه وتبارك! محرومون هم أولئك الذين تقف نبضات قلوبهم عند انقضاء آجالهم ولم يملؤوها منه مَلْوًا؛ لكنه جمالٌ عزيزٌ، لو لم يكن عزيزًا لوسع النفوس الدَّميمة.

يا أجمل الجُمَلاء يا خير الشاكرين؛ من ترك لوجهك الأعلى شغفه بالجمال الأدنى؛ فاملأه منك جمالًا.

أضف تعليق