تنفَّس صُبح الجمعة الأغرُّ على صاحبكم ببلاءٍ من الرَّبِّ -علا وتعالى- كريمٍ؛ سُرق هاتفي في غفوةٍ بطريقي غفوتها لا أدري كيف! ليست المرة الأولى التي يُسرق بها هاتفي وبالطريقة نفسها، مرضُ السُّكريِّ وضعفُ وصول الدم إلى المخ واضطرابُ الضغط وأعراضُ كلٍّ، مع قلة النوم العجيبة، لا عُلُوَّ هِمَّةٍ؛ بل هو داءٌ عمُره اليومَ خمس عشرة سنةً؛ كل هذا لا ريب يُفقدني من التنبه كِفْلًا وافرًا.
لا تبتئسوا؛ فإن أخاكم لا يكتب هذا المنشور بائسًا؛ بل أتبسم من قدر الله ضاحكًا، لقد بتُّ أظن لكثرة ما سُرق مني أن أول لصٍّ سرقني صوَّرني، ثم نشر صورتي بين إخوانه السُّراق؛ أبهج الله مُهَجَكم.
ذلك؛ واعذر اللهم من يعذرني كلما فرَّطت في حقه علي، والعن من يسَّر للمجرمين طرائق الحرام.
ثم ضَحَت ضحى الجمعة الزهراء بقدَرٍ أعمقَ من سابقه أثرًا، ما كان ليُنسى ما بقيت إلا أن يشاء الله؛ فُزِّعْتُ فزعةً عظيمةً قرَّبت إليَّ صورة والدةٍ أذعر فؤادَها الرقيق هجومُ طواغيت الزمان على بيتها -على حين سلامٍ من نفسها- فانتزعوا ولدها من بين ذراعيها؛ إلى حيث لا تدري المكلومة مكانًا وزمانًا، ما جريمة ابنها سوى “لا إله إلا الله”؛ فُزِّعْتُ فزعةً مرَّت دقائقها أشدَّ بُطْأً من فِنْدٍ على مولاته.
لا تكتربوا؛ فإن جزاء الحقِّ الدَّيان من جنس العمل؛ ليجعلن برحمته فزع المستضعفين فداءً لهم من فزعات القبور والنشور، وليجعلنه بعزته سببًا إلى إفزاع الطواغيت أحياءً وأمواتًا ويوم يبعثون.
ذلك؛ واغفر اللهم لي إفزاع طفلٍ كنت أعلِّمه القرآن، فأرهبته بالعقاب؛ فما كنت إلا صغيرًا جهولًا.