#في_حياة_بيوت_المسلمين. قال: هلَّا واسيتَ أخي

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

قال: هلَّا واسيتَ أخي في موت زوجه؛ فقد كان عظيم التعلق بها! هرولت إلى أخيه برأفةٍ من الله فواسيته بما أصابني من رحمة الله، ثم قلت في نفسي: لن يعدم الحيُّ في مصيبة الموت مواسيًا يواسيه؛ فأما الميت فلا يواسيه إلى يوم يُبعث غيرُ ما قدَّم؛ حتى بكاء الباكين عليه لا يناله منه شيءٌ، وما يبكي أكثرهم للميت وما يستقبل من أهوال البرزخ؛ بل لفوات حظوظ أفئدتهم من وداده ووصاله.

يا أيها الذين آمنوا؛ واسوا أولياء الموتى حق المواساة؛ فإنها عبادةٌ نبويةٌ أنصاريةٌ نبيلةٌ؛ قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: “رحم الله الأنصار؛ فإن المواساة منهم ما عتمت لقديمةٌ”؛ لكنِ ارجعوا إلى سكان القبور فابذلوا لهم روائع المواساة وبدائعها؛ استغفارًا ودعاءً وقضاءَ ما شُرع قضاؤه من العبادات وصدقةً وذكرًا بالخير وبرَّ من كانوا يبرُّون، ومن قبل هذا فاقطعوا كل مادةٍ مسخطةٍ لله تركها الميت لأحدٍ يتنعم بها وذهب إلى الله يُسأل عنها وحده؛ واغوثاه رباه لمن صاروا إليك عُطُلًا إلا من رحمتك.

أضف تعليق