تدرون إخوتاه! رضيتم عن الله ورضي عنكم، واستعملكم في مَحَابِّه متقبِّلًا منكم.
لو كانت الأعمار تُوهَب؛ لوهبت عُمُري للجميلة الجليلة أمي آسية محمود، فإنْ أخذته الغالية رخيصًا لأجل بركتها -ومِثلُها يَهَبُ عُمُرَه مَن أَحَبَّ لا يُوهَب منه- فيا نِعْمَ الرضا وطِيبَ الكِفاء! ما وفاتي وقتئذٍ غيرُ أوفى الحياة، وإلا فإني واهبُه أفرادًا أتحبَّب إلى ذي الجلال والإكرام بودادهم ووصالهم؛ منهم -هاهنا- الصديقان الصدوقان؛ زيد بلال، وأحمد سمير؛ ما ذاك إلا لِمَا ينفع الله بهما في (الوعي والسعي) ما لا ينفع بأمثالي، علم ربي ما لهما بقلبي من المودة الشديدة وابتغاء الخير الكبير.
اللهم سيِّدي وليَّ الإسلام مَولى المسلمين؛ إني داعيك لأَخويَّ فيك بثلاثٍ فاسمع -منَّانًا كريمًا- واستجب؛ اغفر لهما ما سلف من خطاياهما برحمةٍ ومتابٍ، وثبتهما على صراطك السَّويِّ داعيَين إليه إلى يوم الإياب، وأعذهما بين ذلك من كل متكبرٍ لا يؤمن بيوم الحساب؛ لا إله إلا أنت البرُّ الرَّحيم.