من كَرابيج السماء .. إلى فيروس كورونا!
شهدت وأنا صبيٌّ جنازةً، فلما بلغنا المقابر أشعل بعض الأجرياء على حرمة الدار الآخرة سجائرَ بدعوى الكآبة! فصاح بهم رجلٌ من صالحي العامة: “ما هو احنا إذا مش هنتعظ بالموت؛ لازم لنا كَرابيج من السما”؛ صورة الرجل وصوته في عقلي بعد أكثر من ثلاثين عامًا كأنهما بالأمس.
لعل مخذولًا مرذولًا من الفارِّين من السلفية -فرارَ الحُمُر من القسورة- يقول الآن: “لكنَّ فقهاء الزمان مختلفون في التدخين على أقوالٍ؛ فذهبت طائفةٌ إلى حرمته، وطائفةٌ إلى كراهيته، وذهبت أنا إلى استحبابه سجائرَ وشِيَشًا، فهلمُّوا إليه عبادَ الله لنغيظ الغلاة؛ أن تلقوا ربَّكم وأنتم فيه مفرِّطون”.
لا غَرْوَ أن يملأ المرتدون عن الإسلام من العلمانيين صفحاتهم اليوم وصُحُفهم غدًا؛ بأنواعٍ من الاستخفاف والاستهزاء بآيات الله ونُذُره وعقابه؛ هذه مادِّيتهم وما تُمليه عليهم؛ إنما السبيل على الذين باتوا اللياليَ يجأرون إلى الله أن ينتقم من مُحَرِّقي “الإيغور” بالنار، فلما بشرهم ربهم عند الصباح بآيةٍ من آياته في إهلاك عدوهم؛ إذا هم فَكِهُون سامدون، وفيما يخوض فيه بنو عَلْمَانَ خائضون!
يا أصحاب التوحيد؛ هذه خَليقة قومٍ مشركين فاجتنبوها لعلكم ترشدون؛ “فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا”، “وَإِن يَرَوْا كِسْفًا مِّنَ السَّمَآءِ سَاقِطًا يَقُولُوا سَحَابٌ مَّرْكُومٌ”؛ طُمست بصائرهم فلم تُغْن عنهم أبصارهم إذ رأوا آيات الله شيئًا؛ قدَّس القدُّوس بصائرَكم وأبصارَكم.