#في_حياة_بيوت_المسلمين. كافٍ بلوغك الحُلُمَ وبلوغها

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

كافٍ بلوغك الحُلُمَ وبلوغها المحيضَ للإنجاب فيسيولوجيًّا؛ ما كتب قلم الرب في أمِّ الكتاب لكما طفلًا؛ غيرُ كافٍ بلوغكما وبلوغ آبائكما للزواج نفسه في سائر مقاصده الربانية والإنسانية.

كما تزوج جدُّك فأتى بأبيك وأبوك فأتى بك؛ لك الزواج لتأتي بولدك، ابسط يا اسطى.. الآن زدت إسناد آبائك رجلًا كان ينقصه، وكثَّرت العالم القليل عددًا؛ لكن ليس لك أن تتمنى من زواجك على ربك الأماني إذا أمسيت عن فقهه واحدًا من السادة المستهبلين.

مفاخرًا يحلف والده بالله وبغير الله: ما فرَّطت في عون ولدي على زواجه بأموالي من شيءٍ، وزاهيةً تتباهى والدتها بما جهَّزت به ابنتها من جليل البُسُط وجزيل الفُرُش وجميل الثياب؛ ألهاهما التكاثر.

عما تُحفظ به البيوت من زلازل العيوب والآفات وتُوطَّد به من رواسي المحاسن والمكرمات؛ لا تسَل هذين الوالدين التائهَين وما ورَّثاه الأبناء في رحلة ضلال التربية البعيد؛ فإنه لن يفيض عنهما إلا ما تمكن منهما، وما تمكن منهما إلا حقائق الجهل والظلم في صور الحب والإحسان.

إنه ليس “أرحامٌ تدفع وأرضٌ تبلع”؛ إن النكاح اتصال بعض إنسانٍ بسائره -تأبيدًا لا تأميدًا- بالقلب والجسد؛ قضاءً لحاجاتهما، وفُروغًا بالتعاون لسائر مصالح المعاش والمعاد.

لو كان منتهى الأمر خِطبةً غاية همِّكما فيها تجويد الصور وبهرجتها.. لو كان، لو كان منتهاه عقدَ نكاحٍ يُرائي فيه كلٌّ صاحبه بمعسول الوداد وملذوذ الوصال.. لو كان، لو كان ذلك كذلك؛ لهان أمر الزواج هونًا يعصم وقتي عن إهلاكه بكتابة هذي الكلمات.

كم دعوت الله لمن أبطأ إنجابهما أن تقرَّ أعينهما بذريةٍ طيبةٍ! شطْر قلبي كئيبٌ يرجو لهما شطْر زينة الحياة الدنيا يَسعدان بها، وشطْره مسرورٌ يحاذر عليهما شطْر حساب الآخرة يُسألان في هذه الزينة.

ليس العجب من شيوع الطلاق وسرعته؛ بل العجب من بقاء من بقي من المتزوجين أزواجًا؛ لكن يُذهب شدة العجب وغُلَواءه أن طائفةً من هذه البقية متطلقون حُكمًا؛ ما هو أصل “الفاس وقعت في الراس”.

هذه أحرفٌ لا ترعبكما من النكاح.. قال يعني هتترعبوا أوي، عوَّذتكما بالله أن تكونا ممن يقرؤون الكَلِم فيتَّبعون أسوأه؛ لكنها تُذكركما -بنورٍ من الله وتوفيقٍ- أن صحة الأجساد لا تكفي لصحة الزواج.

عقاقير الواهنة فحولتهم -حقيقةً أو وهمًا- تملأ الدكاكين حبوبًا تُبشر الفئران بالأسَدية، وخلف أبواب مراكز التجميل ساحرات الواهنة عقولهن تقلب الساخطة منهن على جسدها -بنَفْث العُقَد- راضيةً مرضيةً.

أما الذي لا يُبلع كبسولًا من أفواهٍ ولا يُؤخذ محقونًا في عروقٍ؛ فمثلَّث فقه الزواج: فقه الذكر بذكورته والأنثى بأنوثتها.. ما قبل زمن تأنُّث الرجال وترجُّل النساء الجميل، وفقه كلٍّ منهما بطبيعة صاحبه ومعاملته.. ما قبل خبْط عشواء حروب الاستنزاف الزوجية الباردة، وفقه العيشة الراضية.. ما قبل أخفُّ الضررين استمرار الزواج على أي حالٍ؛ مثلَّثٌ هو سلعة الإسلام الغالية.. من الله ورسوله صِرفًا.. وعدًا للجادِّين مأتيًّا.

أضف تعليق