لطف بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لطفًا لا أجمل منه ولا أجزل؛ لم يَدَعنا بعد قوله: “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقالُ ذرةٍ من كبرٍ” حيارى وجِلين؛ حتى عرَّفه لنا في الحديث نفسِه فقال: “الكبر: بَطَر الحق، وغَمْط الناس”؛ رأفةً بقلب عبدٍ لا يزال يُزري بنفسه -إذ يحاسبها- حتى يتهمها بالكبر ولعلها منه براءٌ، ورحمةً بالمسلمين أن يرمي بعضهم بعضًا بالكبر ظلمًا إذا كانوا بحقيقته جاهلين، ومن قبلُ ومن بعدُ تكثيرًا لسواد المؤمنين في بياض الجنة؛ إذ كان حرامًا عليها دخولُ من في قلبه مثقال الذرة من الكبر، وهو ميزانٌ دقيقٌ لم يُذكر في شيءٍ من كبائر القلوب والجوارح خلا الكبر. صلى الله على ألطف العالمين.