في ظلال اليقينية الإسلامية: “شَرْطا قبول العمل من الله عزَّ ثناؤه؛ الإخلاص لوجهه في الباطن، والمتابعة لرسوله -صلى الله عليه وسلم- في الظاهر”؛ سألت مرةً شيخنا رفاعي سرور -رفعه الله مكانًا عليًّا، وسرَّه سرورًا رَضِيًّا- وكنت بداره: هل تتصور اجتماع إخلاصٍ تامٍّ في القلب وخذلانٍ تامٍّ في العمل؟ قال: لا.
حملني على سؤال الشيخ -وقتئذٍ- ما شهدته كثيرًا من جماهير أتباع المبتدعة الضُّلال من اعتقادهم إخلاص رؤوسهم ومتبوعيهم لله فيما هم فيه مبتدعون، وليست بدَع القوم أعنيهم من الذي يختلف فيه الربانيون اختلافًا سائغًا؛ بل هي البدَع الضلالات المحدَثات التي ينكرها عامة السلف لو كانوا لها من الشاهدين.
إن الذين تتحرى قلوبهم بديع الإخلاص لوجه ربهم؛ هم الأقربون إلى توفيقه في أعمالهم وتسديده، الأبعدون عن خذلانه فيها غاية الخذلان، فإن فاتهم بعض التوفيق في بعض أمرهم -بجهلٍ أو ظلمٍ- لم يخذلهم الله في سائره، فأما الغارقة أعمالهم في الخذلان؛ فمجروحةٌ قُصُودهم مقروحةٌ نياتهم. احفظ اللهم أعمالنا على الإخلاص والإحسان حفيظًا كريمًا، واغفر لنا ما دون ذلك غفورًا رحيمًا.