لا والله أسرانا الحافِّين بقلوبنا؛

لا والله أسرانا الحافِّين بقلوبنا؛ ما نسيناكم وما ينبغي لنا.

لطَّف اللطيف لكم لافحَ الهواء، وبرَّد لكم حارَّ الماء، وجمع لكم في شدائدكم بين جميل الصبر وجليل الأجر وجزيل اليقين؛ حتى يُقِرَّ عين الإسلام قبل أعيننا بخروجكم أجمعين، غيرَ خزايا ما لبثتم فيها ولا مفتونين، وجعل أهوال محابسكم ما ظهر منها وما بطن فداءً من أمثالها في الحاقة؛ تبارك ربكم الغفور الودود.

ما أمهاتكم ولا آباؤكم ولا إخوانكم ولا أخواتكم ولا أزواجكم ولا أبناؤكم ولا بناتكم ولا أصدقاؤكم ولا العالَمون أجمعون؛ بأولى بكم من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شاهدًا له ربُّه بذلك: “النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ”؛ كيف بتولِّي الله أمورَكم بنفسه لا يعْزُب عنه منها خفيٌّ ولا دقيقٌ! كفى به واليًا مولًى وليًّا.

أضف تعليق