كم يَحضر عقلي ذِكرُ سيدِنا الشيخ صلاح أبو إسماعيل رحمه الله، ومولانا حازمٍ ولدِه نجَّاه الله؛ في ظلال هذه الآية العظيمة من كتاب الله: “وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”!
وجهٌ صحيحٌ في تأويلها؛ أن من حاذَر السوء على ذريته من بعده؛ فليلزم التقوى بعامَّةٍ، وليتحرَّ قول الحق بخاصَّةٍ؛ فإن فعل كفاه الله أمورهم من بعده ثوابًا.
لعل ما غلب على الشيخ الصالح صلاح أبو إسماعيل؛ من تقوى الله التي أظهر لعباده في جمهرة أقواله وأفعاله وأحواله، ثم ما كان -قبل موته- من شرف القيام لله في الدين بالحق وجلال الشهادة في الأبرار بالقسط في قضية مقتل السادات ثأر الجبار منه؛ تلك الشهادة التي طيَّرها الرب الشكور كلَّ مَطيرٍ.
لعل تقوى الشيخ مولاه، ثم شهادته الصادعة قبل لُقياه؛ أعجبتا الله في عليائه.. فوق عرشه وسمائه، فبارك بهما على ولده العبد الرباني حازمٍ، فقضى بمِنَّته عليه ما قضى من الخير الوفير للإسلام وأهله في مدةٍ وجيزةٍ؛ دعوةً بفصل الخطاب إلى عقائده، وحِسبةً بالقصد والسواء في شرائعه، ومجادلةً عن محكَماته بالتي هي أحسن؛ حتى أوطأه ربُّه بالحق مواطئَ أغاظت المرتدين، وأَعجَب بروائع بدائع مفاصلته قلوب الموحدين؛ وذلكم القدوس إذا بارك!
“وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا”؛ اللهم اقسِم لنا من تقواك وسديد القول ما تعصم به ذريتنا بعدنا من الفتن والغواية. ذاك حقُّ التأمين عليهم لو كنا مستبصرين.