مضت سُنة الله في الحق

مضت سُنة الله في الحق -وإن كان مَحْضًا أُنزلت به الكتب، وأُرسلت به الرسل- ألَّا يفعل فعلَه في الخلق على الكمال والتمام؛ إلا إذا توفر فيه شرطان خارجان عنه؛ شرطٌ جَلاليٌّ: أن يُقذف به ليَدمغ، قال الله في هذا: “بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ”، وشرطٌ جَماليٌّ: أن يُعجَب به ليَبهر، قال الله فيه حكايةً عن الجن: “إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ”.

فإذا قذف داعي الناس إلى الله بالحق قويًّا غيرَ مرتابٍ فيه ولا مُجَمْجِمٍ، وقصد إلى إعجاب المدعوِّين به بأحسن قوله وفعله وحاله واحتياله؛ آتى الله من الحق الذي وعد عليه من آثاره، إلا ما شاء من شيءٍ بعد ذلك عليمًا حكيمًا.

أضف تعليق