سلفيٌّ قديم العَته لا يكتفي بمُقايَسَة السلفيين المعاصرين بسيد الدنيا الإمام النووي رضي الله عنه؛ حتى يرفع طائفةً منهم عليه لأشعرية الإمام في قليلٍ أو كثيرٍ. أما والله لولا أثارة حياءٍ في النفس لشتمتُ الأبعد بمَثلٍ يقال في مِثله؛ لكن لا أوفى مما قاله في وليِّ الله سبًّا من نفسه لنفسه، وما عادى المرءَ مِثلُ نفسه، ولو أن جمهرة فُحَّاشٍ اجتمعوا عليه يسبُّونه ما بلغوا فيه ما بلغ هو من نفسه.
يا قوم؛ نحن لا نرجو الله أن يبلِّغنا عمل النووي؛ بل نرجوه أن يبلِّغنا حبه وأمثاله من أوليائه الصِّدِّيقين؛ ربنا فنستغفرك مما أحدث هذا الغلام فينا؛ أن تصيبنا بعذابٍ من عندك إذا بِتنا عليه من الساكتين. ألا فاقرعوا التافه بنعالكم لا تبالوا.
دخلت مرةً على سيدي الشيخ عبد الباسط هاشم -قدَّس الله روحه- فوجدته متهللًا مسرورًا، فسألته في هذا، فقال: “لسه شايف سيدنا النووي في المنام، قال لي: يا عبد الباسط عايز أسانيدك في القرآن، قلت له: هأ هأ هأ.. انسى يا سيدنا.. لما تدِّيني أسانيدك في السنة الأول (وهو يضحك ضحكةً تضحك لها الدنيا)، فقال لي سيدنا النووي: ماشي يا عبد الباسط.. خد أسانيدي أهي”.
وَهَبَ الله عبدَ الباسط للنووي يوم يلقيانه، ووهبنا لهما مستورين في الظلال.