اليأس من رحمة الله كفرٌ،

اليأس من رحمة الله كفرٌ، ولا تبلُغه -أعاذك الله- حتى تيأس من نفسك، ولا تيأس من نفسك حتى تكون بهذه العقيدة جاهلًا، فالآن تعلمها من سلفك الصالح:

قيل للحسن رحمه الله: ألا يستحي أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود، ثم يستغفر ثم يعود، ثم يستغفر من ذنوبه ثم يعود! فقال: “ودَّ الشيطان لو ظفر منكم بهذه؛ فلا تملوا من الاستغفار”.

‏قال بكر المُزني رحمه الله: ‏”إنكم تكثرون من الذنوب؛ فاستكثروا من الاستغفار؛ فإن الرجل إذا وجد في صحيفته بين كل سطرين استغفارًا سَرَّه مكان ذلك”.

قال الغزالي رحمه الله: “وكما اتخذت الذنب والعَود إليه حِرفةً؛ فاتخذ التوبة والعَود إليها حِرفةً، ولا تكن في التوبة أعجز منك في الذنب، ولا تيأس، وتذكر قول الله سبحانه: “وَمَن يَعْمَلْ سُوٓءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا”.

قال ابن تيمية رحمه الله: “ليس من شرط أولياء الله المتقين ألا يكونوا مخطئين في بعض الأشياء خطأً مغفورًا لهم، ولا من شرطهم ترك الصغائر مطلقًا، بل ولا من شرطهم ترك الكبائر أو الكفر الذي تعقبه التوبة”.

هي عقيدةٌ علَّمهم إياها سيدهم الأكبر صلى الله عليه وسلم، قال: “قال إبليس: وعزتك لا أبرح أُغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادِهم. فقال الله: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني”. فاملأ بها قلبك مسنَدًا إلى رسول الله.

أضف تعليق