في صدقٍ من الباطن، وحكمةٍ في الظاهر، وهَمٍّ يَزِينُ لا يَشِينُ، وتوفيقٍ من الرب الأكرم ناظمٍ بين كل ذلك؛ يعلِّمك أخوك الشيخ محمد سالم بحيري من الشافعية، وأخوك الشيخ كريم حلمي من الحنابلة -نحسبهما كذلك، ولا نزكي على ربٍّ خبيرٍ أحدًا- يعلِّمانك كيف تكون متمذهبًا ومؤدَّبًا مع الله والإسلام والأئمة، ويعلِّمك فلانٌ الشافعي وصِنْوُه الحنبلي كيف تكون متمذهبًا وسافلًا أجارك الرحمن.
اللهم ربنا فزِد عبدَيك الأولَين توحيدًا ونُسُكًا ونورًا وهدًى وقنوتًا، وانفعهما بالإسلام راشدَين وانفع المسلمين بهما، واغفر لهما ما لو كان نَقَصَهما من فضلك ورحمتك في الدارين شيئًا، وأدرِجهما في حواشي الأئمة ما عليك بعزيزٍ، وتوفهما مسلمَين بأحسن الخواتيم، واهد عبدَيك الآخرَين إلى حق العلم والأدب، فإن كان سبق في علمك أنهما غاويان لا يهتديان؛ فقِ الإسلام شرَّهما، وأزِل عن المسلمين خبثهما؛ لا إله إلا أنت بيدك الخير وأنت الله على كل شيءٍ قديرٌ.
قاصدًا لم أشأ أن أشير إلى الشيخين الفاضلين؛ لئلا يتحملا شيئًا من كلامي هما عن تبعاته في شغلٍ بالخير إن شاء الله؛ بل لعلهما لا يرضيانه وذلك لهما، فلا يفعل أحدٌ منكم هذا فضلًا، ولا يُسَمِّ أحدٌ الغلامين الآخرين؛ من عرفهما منكم فقد عرف، ومن جهلهما لم يضره ذلك شيئًا، وربُّنا المحيط على كل شيءٍ شهيدٌ.
اللهم اجمع لنا بين نافع العلم وبين صالح العمل مِزاجُهما الإخبات لك والتواضع لدينك والأدب مع عبادك، واغفر لنا ما لعله يخسف بنا عندك فنكون على غير ذلك شيئًا، وأعذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وتوفنا برحمتك مسلمين.