أخطأ أخي عبد الله الشريف، وكثيرًا يخطئ وكثيرٌ سواه إذا جاوَزوا ما يحسنون.
بل سيدُنا عبد القادر الجيلاني شيخٌ من شيوخ الإسلام؛ جعل الله محلَّه عنده بين غفرانه ورضوانه كما جعل محلَّه عندنا بين توحيده وعبادته، وألحقَنا به مسلمين حفظةً لذوي الأقدار أقدارَهم. اللهم دينًا وَسُوطًا، لا ذاهبًا فُرُوطًا، ولا ساقطًا سقوطًا، ونعوذ بك من مراكب الجهل في لُجَج الظلم مجراها ومرساها.
ما بال الواحد منا يحسن الشيء من أمر الله بتوفيقٍ من الله، ثم يبتليه الله بشيءٍ من الشهرة لينظر كيف يعمل لدينه وخلقه، فيقتحم ما لا طاقة له به علمًا وعملًا، ثم لا يؤوب معترفًا بجهله وظلمه! هنالك يؤدِّبه ربه -إذا شاء- بتطيير زلاته كل مَطيرٍ، ولا أكبر من ذلك عقابًا لمن عقل؛ نلوذ برضاك اللهم من سخطك.
ذلك؛ وعامة صوفية اليوم غير عامة صوفية الأمس في علمٍ وعملٍ، ولا أضر على الحق والخلق جميعًا من إجمال ما حقُّه التفصيل وتفصيل ما حقُّه الإجمال، وما لم يُجْمِلْه الله قدَرًا لم يصح عند أولي الألباب إجمالُه شرعًا، وليس ضعف الفقه بالإسلام والناس والواقع اليوم -إذا ذاع وشاع- إلا وبالًا على الملَّة.
راجٍ شطرُ قلبي لعبد الله أن يعترف بزلته، ويائسٌ شطرُه؛ فقد روجع قبلُ فلَم.