ثم كانت سنة كذا وكذا من سنين نَحِسَاتٍ قُبيل آخر الزمان، وفيها أنكر شيخ الأزهر -عامله الدَّيان بعدله- الرِّق، وفي إنكاره إنكارُ أحكامٍ قبله وأحكامٍ بعده، ولم يكن أول ما أنكر رجل مبارك والسيسي من أحكام الإسلام القطعية، ولا هو بالآخر.
لو أن الله شغل شيخ الأزهر باسترقاق ملعون مصر مصر وأهلها هذا الاسترقاق الأسود؛ ما قدَر أن يشغل هو نفسه بإنكار الرِّق من أحكام الإسلام عصمةً من الله؛ غير أن الله لا يمنع المخازي أهلها كما لا يَحرم المعالي أهلها وله العزة.
لمَن ينكر شيخ الأزهر الرِّق (الذي أحكامه في الإسلام مُتَّسِقَةً تاجٌ على رؤوس الأرِقَّاء إلى ليلة القيامة)! لمرتدِّي الداخل الذين غلبوا مسلمي البلاد على كل مالٍ لهم فنهبوه! أم لكفار الخارج الذين لا يرضون بأقلَّ من استعباد الأمم أَنْصِبَاءَ.
ليس هذا بالحديث إليه، ولا إلى شيعته الخُرس المهازيل؛ فإنه لو كان للإسلام سيفٌ يتقلَّده أهله اليوم لكان له حقُّ الحديث وحده؛ لكنَّ سيف الله وإن خفا عن أبصار المغترِّين قائمٌ تشهده بصائر المُصَّدِّقين، وإن لهم موعدًا لن يُخلَفوه.