أحبتي يا أنفَسَ النفوس معادنَ وشمائلَ؛ لم أقصد محو المنشورات وأنَّى!
إنما قصدت محو المحادثات في الخاصِّ كلها، ولم أفعل حتى الساعة لخللٍ في الوسيلة الماحية أستعين الله ربي عليه، محا الله ما تقدَّم من ذنوبكم وما تأخَّر أجمعين، وإليه -ودودًا شكورًا- يَكِلُ قلبي ذا مسغبةٍ مثوبة قلوبكم ذوات مرحمةٍ عن نبيل مودَّاتها. إيهًا يا حمزة المستور إيهًا! ما أرضى بختك بإخوانك! بَخٍ بَخٍ!
بالخبير أحلف ما أنا لبعض لطفكم وعطفكم ذَيْنِ بأهلٍ؛ كيف بهما جميعًا!
هو سترك اللهم وحده؛ ما أحلَاه وأجملَه! ما أعمَّه وأشملَه! ما أتمَّه وأكملَه! رباه ما كنا له ساعةً من نهارٍ مستحقين؛ لكنك السِّتِّير كثيرُ الستر عظيمُه، فبهذا سترتنا؛ رب فلا ترفع سترك فيما بقي من الدنيا وفي الآخرة عمن عودتهم حلاوته، وحَقِّ عدلك -لو عاملتنا به- إن الفضح بعد الستر مرٌّ مذاقتُه كطعم العلقمِ.
اللهم إني راجيك في أحبتي رجاءً عظيمًا، هو -لو تقبلته- أوفى مكافأتهم.
طهِّر بقُدُّوسيتك العليا قلوبهم، ونوِّر بنورك الأسنى دروبهم، واغفر بغفرانك الأرحم ذنوبهم، واستر بسترك الأجمل عيوبهم، واكشف برأفتك الكبرى كروبهم، فإن استجبت فيهم هذا فما عليهم في الدارين من بأسٍ ولا هم يحزنون، ولا أحظى منهم أحدٌ بشيءٍ ناله من نعيمٍ في العالمين؛ لا إله إلا أنت البر الكريم.
ما حيلتي وأنا امرؤٌ أهوى الهوى! أحبكم.. يحبكم.. محبكم.. حبيبكم.. أحبتي.