أو يحسب الحافظ متونًا في

أو يحسب الحافظ متونًا في العقيدة ثم هو لا يبالي بحاكمية الله في الأرض أن ينهشها الطواغيت؛ أن الله قائلٌ له يوم القيامة: أسمِعني متونك من حفظك. فإن هو تلعثم في بعضها؛ قال الله لملائكته: خذوه فغُلُّوه فإنه لم يُحسن حفظها!

هذا حرفٌ لا يُهوِّن في نفسك حفظ المتون، وما كان عملي نحو عشرين سنةً إلا تحفيظ القرآن والمتون فيه وفي السنة وفي غيرهما من علوم اللغة والشريعة؛ لكنه حرفٌ يقول لك: إن للحفظ غايةً، وغايته وغاية كل مطلوبٍ نظريٍّ وعمليٍّ لله من عباده عبادته وحده. وما العبادة بعد ضياع الحاكمية! واقرأ مأمورًا قول الله على لسان رسوله يوسف عليه سلامه: “إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۚ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوآ إِلَّآ إِيَّاهُ”.

تالله ما العقيدة إلا انعقاد القلب على إفراد الرب بربوبيته خَلقًا وحُكمًا، وبأسمائه الحُسنى وصفاته المُثلى، وبأن يُفرد بالعبادة والتحاكم وحده، ثم ما يكون باللسان والجوارح لزامًا. فأما حفظ متونها وإتقان فنونها فوسائل علميةٌ لهذه الغاية.

أضف تعليق