تالله ما ضيَّع الإسلام وأهلَه شيءٌ؛ كسكوت التابعين عن ضلال المتبوعين.
يُمَجِّد رؤوس الإخوان المسلمين العسكر والنظام الدولي فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، وتوالي سلفية الإسكندرية خنثى الطواغيت فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، ويغالي رؤوس الدواعش في تكفير المسلمين نوعًا وكيفًا وكمًّا فلا ينكر عليهم أتباعهم بل يشايعونهم ويذودون عنهم، ويمدح محمد حسان طواغيت عِدَّةً بالصوت والصورة فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتابع شيخ الأزهر مبارك ثم السيسي على جمهرةٍ من نواقض الإسلام ونواقصه فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتبَّغض أحمد سالم إلى جمهرة الباذلين للإسلام متحبِّبًا إلى المتحلِّلين فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويعادي محمد الأزهري الحنبلي السلفيين كما لا يعادي اليهود والنصارى والطواغيت فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويُعَبِّد غلام الجفري أتباعه للقبور فلا ينكرون عليه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويتوقف مصطفى عبد النبي في إسلام شيخ الإسلام ابن تيمية فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه، ويسب الخليفي سيِّدَ المسلمين أبا حنيفة وأئمةً للإسلام سواه فلا ينكر عليه أتباعه بل يشايعونه ويذودون عنه؛ ذلك بأنهم أتباع هؤلاء لا أتباع الله والرسول والإسلام وإن زيَّن لهم الشيطان غير ذلك، وإنَّ رؤوسهم لهم كعِلَّة الحُكم التي يُدار عليها وجودًا وعدمًا. بك اللهم الغوث لإسلامٍ جريحٍ ولمسلمين حيارى.
أحبتي؛ هأنذا أدعوكم هنا -كما هي دعوتي في أهلي وأصحابي، وقديمًا على المنابر وغيرها- إلى معاداة القصوريين والقبوريين ومن والاهم، وإلى معاركة المرتدين الذين هم شر كفار الأرض كافةً ومن والاهم، وإلى حرب الزنادقة من العلمانيين والليبراليين والمتحللين والنسويين ومن والاهم، وإلى بغضاء سبَّابي السلف الصالح وأئمة المسلمين ومن والاهم، وإلى نبذ المبتدعة البِدَعَ القطعية -كالتعطيل والتجسيم والإرجاء والخروج والاعتزال والجبر والرفض وما أشبهها- ومن والاهم، وإلى البراءة من الظالمين كبارهم وصغارهم ومن والاهم، وإلى الإنكار على الفجار المجاهرين بالفسوق ومن والاهم، وإلى الاجتماع على ما اتفق عليه السلف الصالح، وإلى التسمُّح فيما سوى ذلك بعلمٍ وحُسْبانٍ. فإن رأيتموني غويت عن هذا طرفة عينٍ؛ فأجمعوا أمركم وأنكروا علي؛ في العامَّ قبل الخاصِّ، بالخشونة قبل اللين، صغيركم قبل كبيركم، إناثكم قبل ذكوركم، بعيدكم قبل قريبكم، أرضوا الله فيَّ وتعسًا لسخطي لا تبالوا، فإن وجدتموني على الضلال مصرًّا؛ فحذِّروا عباد الله مني، واعلموا أني مفتونٌ؛ فإني لا أدعوكم إلا إلى معاقد الإسلام وقواعده، لا إلى ما اختُلف فيه من عقائده وشرائعه، وإن المختلف فيه بأمس الإسلام لا يُجْمَع عليه اليوم ولا غدًا، والمُجْمَع عليه بأمس الإسلام لا يُختلف فيه اليوم ولا غدًا. نعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن نرى حرام اليوم في الغد حلالًا، لئن لم تعصمنا ربنا لنلحقن بهؤلاء المفتونين.