إن من أشد آيات القرآن إبكاءً لقلب المؤمن الحي؛ آياتٍ تتجلى فيها عناية الله بتفاصيل أحكام نفسه أو جسده أو أهله أو ماله، إنها لتُبكي قلبه حبًّا لهذا الرب الأكبر الأكرم وحياءً منه، يقول في نفسه إذ يتلوها: من أنا حتى يكلمني الحي القيوم في عليائه من فوق عرشه وسمائه بنفسه في إصلاح شأني في الحياة الدنيا وفي الآخرة وعلى هذا الوجه المفصَّل تفصيلًا! من أكون ذاتًا وصفاتٍ حتى يكلمني المليك المهيمن القدوس العظيم بذاته وصفاته في أحكام مأكلي ومشربي ومنكحي وملبسي ومسكني ومركبي ومرقدي وسائر أموري! يبكي شطر قلبه حياءً من صفات جلاله، وشطره حياءً من صفات جماله. لا إله إلا الله.