حروفٌ شتى طال تأخرها؛ فاغفر

حروفٌ شتى طال تأخرها؛ فاغفر اللهم لي وتجاوز عني وأحبتي أجمعين:

رحم الإله منشد الصحوة النبيل أبا مازنٍ، وغفر له، وتقبل منه، ورضي عنه، ونوَّر قبره، وجزاه عن أجيالنا خير الجزاء، ما استمعنا ولا استمتعنا صغارًا وكبارًا بأحدٍ في الإنشاد مثله، كان صادق الفؤاد جليل الهم، وكنت أعلم أنه يسكن مصر المخطوفة من بعد الثورة السورية، وكم رجوت أن ألقاه قبل فقده، لكن ربي لم يأذن لي بهذا عليمًا حكيمًا، وهو مولى الاجتماع به وبكل مفارَقٍ في جنات المأوى إخوانًا على سررٍ متقابلين؛ أوصيكم بالاستمتاع به بعد رمضان.

شفى الرب عبده الكريم الشيخ الحبيب عبد الخالق علي، إمام مركز الجمعية الشرعية بالجلاء في القاهرة أهلَها سنين عددًا، كنت أصلي خلفه التراويح مع أخوالي منذ سنة ألفٍ وتسعمائةٍ وثمانيةٍ وثمانين، وإن أدنى الوفاء له اليوم دعاء الله له بالشفاء والإبراء، وأن يجعل داءه بركةً عليه في الدارين، وأن يجزيه عن أجيالٍ كثيرةٍ خير الجزاء، لا يدخل شهر رمضان كل عامٍ حتى أذكره.

متع الله شيخي طارق إبراهيم بالإيمان والعافية، عرفته سنة ألفٍ وتسعمائةٍ وخمسةٍ وتسعين، وإني منذ عرَّفني المنان به بطريق زوج والدتي الشيخ الفاضل مصطفى أمين -رحمه الله ورضي عنه- وكان له صديقًا أثيرًا؛ لا أقدِّم أحدًا عليه في التلاوة، فهو في قلبي وعقلي أعظم قارئٍ إتقانًا وصوتًا وأداءً، وإنه ليُسابق قدامى قرَّاء مصر في شدة تمكنهم حتى ليَسبق طائفةً منهم، ولا أحصي استفاداتي بلحظه ولفظه قبل استفاداتي بقراءته، حفظه خير الحافظين حفظًا بالإسلام والسلامة حتى يلقاه، بعد طول عمرٍ في حُسن عملٍ.

رأيت فيديو لأخٍ من إخواني يحلل فيه نفسيًّا سيدنا موسى -صلَّى الله عليه وسلَّم- واصفًا إياه بالتوحد، فشابه بهذا فلانًا الطبيب النفسي الذي وصف منذ مدةٍ سيدنا محمدًا -صلَّى الله عليه وسلَّم- بالانطوائية؛ فاللهم البراءة من اجتراء هذا وذاك على جناب أنبيائك المعظم؛ ألا إن مقام المرسلين أقدس من تحليلهم نفسيًّا ووصفهم بهذه الأوصاف المنكرة مهما حسُن القصد.

رأيت فيديو لخادم الإلحاد الدحيح عنوانه “الخنزير”، يوطِّئ فيه نفوس سامعيه لمحبة الخنزير الذي أُمرنا بكراهيته ونبذه، خالطًا بين حرمة ظلم الخنزير وبين محبته؛ فإن ظلمه حرامٌ بلا ريبٍ وكراهيته واجبةٌ بلا ريبٍ ولا تعارض بينهما في الإسلام، ذلك، وليس هذا بالجديد على الدحيح عاقبه الله عقابًا أليمًا؛ فإنه الذي هوَّن شناعة اللواط في حلقةٍ من حلقات برنامجه اللئيم، ودَوَاهٍ أخرى.

أين المعظمون الأزهر وشيخه أذمَّ الخبيث من تقرير خنثى الطواغيت -لعنه الله وأمكن منه- قانون الطلاق الأخير الذي يمكن للزنا في البلاد تمكينًا! أم أن ألسنتهم كأسلافهم المنافقين حدادٌ على مجاهدي الطواغيت وحسْب! خذل الله في الدارين من خذلك يا دين محمدٍ؛ تواصوا بإنكار هذا المنكر عباد الله.

اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على عبدك ورسولك محمدٍ، وعلى آله وصحبه.

أضف تعليق