هل والدا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النار؟
أكثر السلف على أنهما في النار، حتى حُكي الإجماع على هذا، وذهب بعض المتأخرين إلى أنهما من أهل الفترة، وبعضهم إلى أن الله أحياهما لرسوله -صلى الله عليه وسلم- فآمنا به، فمن قلد الأولين فلا حرج عليه، ومن قلد الآخِرين فلا حرج عليه، وإن كان مذهب عامة السلف أولى بالتقليد ممن جاء بعدهم، رضي الله عن الأولين والآخِرين، ذلك، وليس القائلون بأنهما في النار أقل محبةً وتعظيمًا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- من سواهم، ولا سواهم أشد محبةً وتعظيمًا له -صلى الله عليه وسلم- منهم؛ رُحِموا جميعًا.
أما طريقة العربجي محمد حسن عبد الغفار في عرض المسألة؛ فوسِخةٌ مقبوحةٌ، أستغفر الله ثم كل مسلمٍ في الإنس والجن من فظاعتها، تكدرت عيني قريبًا برؤيته فيها فكأن المخزيَّ شامتٌ في أبوي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بزعْم تحقيق المسألة وإفحام المخالفين، واليقين تعشُّق قلب كل مسلمٍ أن يكون والدا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الفردوس الأعلى من الجِنان، فمن اضطر إلى بحث المسألة فليجعل محلَّه فيها بين الحق والحب، صار إلى هذا القول أو ذاك، وربُّنا الرحمن المستعان على التسديد.