يا ليتني مت قبلُ وكنت نسيًا منسيًّا، أكاد وعليمِ ذاتِ صدري أموت غمًّا.
كتبت الصباحَ منشورًا عن أخٍ اسمه (Abo Omar)، لم أعرفه في الأرض ولا هنا قطُّ، إلا أنه كان كثير التعليق عندي، صورة صفحته الشخصية طفلٌ فاتحٌ فمَه خلفيتها سوداء، قلت: إنه أمنجيٌّ، ونشرت نسخةً من محادثةٍ بيني وبينه فيها كذبه إياي وسبِّي إياه، كانت سبب اتهامي إياه بذلك، ثم حظرني، ثم فك الحظر بواسطة أخٍ كريمٍ بيننا تصدَّق المنَّان به علينا، ثم تحاورنا جميعًا وقتًا طويلًا، حتى غلب على ظني ما رجَّحه أخٌ وأختٌ في التعليقات لا أعرفهما مأجورَين، ثم انتهت المحاورة فيما بيننا ولا يزال مُصِرًّا على كذبه الذي حشا به المحادثة، فلما خلَص به ثالثُنا نَجِيًّا؛ ذكر له عِلَّة كذبه ذلك، وقال (ما معناه): أجل قد كذبت؛ لكني ما أردت بكذبي إلا إشعار حمزة أني أحبه، ثم استغفر الله من كذبه واستعفاني، ثم أغلق صفحته، وسألته إنشاء غيرها لأُضيفه فوعد خيرًا.
وإن أبا عمر وإن كان أخطأ في كذبه، وما أَرابَني به في محادثته؛ إلا أني -واللهِ الحَكمِ الحقِّ- لأشدُّ خطأً منه وأغلظ، بل لا أُقايِس بين جنايتي وخطئه، إذ عجِلت أحمقَ إلى كتابة منشور الصباح، ولو كنت أَمْتن ديانةً وأَمْكن عقلًا؛ لتأنَّيت وتروَّيت، ولكن الله لا يخذل في تصوُّرٍ أو تصرُّفٍ عبدًا لا يستحق الخذلان.
لذلك أكتب هذا الآن؛ لأُعلم من قرأ حرفي الأول أن الشأن -إن شاء الله -ليس كذلك، ودفعًا لخوف إخوةٍ لعلهم حادَثوه يومًا بشيءٍ خاصِّ فحاذَروا به على أنفسهم شرًّا، وليَعلم الأحباب مغبَّة العجلة في حقوق العباد الأشحَّاء.
لك اللهم المِنَّة أن أحييتني حتى أتوب إليك وأُبيِّن لعبادك، ولو شئت لتوفَّيتني -غيرَ ظالمٍ- قبل أن أفعل، أستغفرك وأتوب إليك توَّابًا غفورًا، وأعاهدك اللهم -وعبادَك هنا- ألا أعجل في مثل هذا أبدًا، وإني لأَحقُّ باستعفاء هذا الأخ من استعفائه إياي، إلا أن أكون دجالًا فأُلبِس باطلي ثوب الحق لِياذًا بالله.
أحبتي وحُفظتم دِيمَةً؛ (لم يكن لي ولا تكون صفحةٌ غير هذه)، (ولا كانت لي قناةٌ قطُّ في تليجرام ولا تكون)؛ لست أتهم أصحاب صفحاتٍ وقنواتٍ ينقلون مشكورين من صفحتي هذه، معاذ الله إني إذًا لمن الظالمين، لكني لا أعلم أحدًا منهم، ولعلهم خير الناس عند رب الناس، لكن وجب علي قولُ ذا.
عشتَ يا حمزة السوء حتى يُعصى الله بِحُبِّك، ولو فضحك الله لبُصِق عليك.