قال: أشكو شدة ‍التدقيق في

قال: أشكو شدة ‍التدقيق في المعاملات؛ فقل لي في ذلك الداء قولًا بليغًا.

يا حبيبي؛ ليس أحدٌ منا إلا يدقق، خلق الله في عقل كل إنسانٍ قوةً للتدقيق، لو لم يخلقها فيه ما أمره بالتدبر في كتاب الوحي المَتْلُوِّ المسطور، وبالتفكر في كتاب الكون المَجْلُوِّ المنظور؛ إذ إنه لا يتدبر ولا يتفكر إلا بهذه القوة المُودَعة فيه، فمن صرَّفها فيما خُلِقَت لأجله عُوفي من تصريفها في معاملات الناس ما قالوا وما فعلوا، ومن صرَّفها في غير ما خُلِقَت لأجله فلا يلومن إلا نفسه.

أَوْكَس الناس نصيبًا من صلاح البال وهناءة العيش (المدققون)، ولا يزال التدقيق بصاحبه حتى يلتمس العنت في كل ميسورٍ، ويبتغي الكدر في كل صفاءٍ؛ فتعتل أمزجتهم، وتسقم أبدانهم، وتضطرب صِلاتهم، وتكثر آثامهم، ثم لا يكون لهم فيما تعمَّقوا به من المعاني والأشياء والناس؛ إلا ما قسَم الله.

قل: ربِّ اجعل قوة التدقيق التي أودعت فيَّ؛ في نافع العلم وصالح العمل.

أضف تعليق